لقد رأيت كثير من الناس
يخلطون بين الطبيب النفسي و الأخصائي
النفسي و يقعون في كثير من
الأخطاء مما يجعل تماثلهم للشفاء صعباً , فبعضهم
يذهب إلى الأخصائي
النفسي لكي يأخذ عقاراً للمرض الذي يعاني منه و آخر
يذهب للطبيب النفسي
لتعديل سلوك أو حل مشكلة نفسية و لا يريد عقاراً أو
دواء لهذه المشكلة
أو المرض
و هنا أقول أن هناك فرق بين الأخصائي النفسي و الطبيب النفسي و هو
كالآتي :
الطبيب النفسي يعتمد في تشخيصه على
الأعراض
القائمة أمامه , و إهتمامه بالتاريخ المرضي قليل جداً , و العلاج
الأساسي
لديه هو الأدوية و العقارات النفسية للسيطرة على الأعراض دون الكشف
عن
أسباب المرض النفسي الأساسية و دون تدخل منه في علاجها , فبمجرد أن
يمتنع
المريض عن الدواء المصروف له ينتكس و يعود لحالته السابقة
أما الأخصائي
النفسي فيعتمد في تشخيصه على الأعراض
القائمة أمامه , و على
المقاييس النفسية و الإختبارات , و على تَتَبُع
مراحل العمر المختلفة
للمريض لمعرفة الأسباب الأساسية للمرض , و على
عمل خطة علاجية على هذا
الأساس دون تدخل للأدوية الكيمائية , و يتابع
الأخصائي مع المريض حتى زوال
المرض و تأكده من إستعادة المريض صحته و
الإعتماد على نفسه
و عليه فإنني أرى أن يكون في العلاج النفسي وجود
الإثنان معاً
مطلباً أساسياً , فيكون دور الطبيب هو السيطرة على
الأعراض و الحد من ضمور
الخلايا في الدماغ و كذلك علاج الأمراض النفسية
عضوية المنشأ , و يساعده
الأخصائي النفسي بعد ذلك في متابعة الحالة و
وضع الخطط العلاجية لها و
متابعتها و تقيميها من وقت لآخر
و لذلك أنصح من لديه مشكلة
نفسية الذهاب للإثنين معاً لمعرفة
آرائهما و إختيار ما يناسبه من علاج
علماً بأننا نرى بعض
الأطباء النفسيين ملمين
بالعلاج الدوائي و السلوكي المعرفي و أكبر مثال
على ذلك الدكتور طارق الحبيب إستشاري الطب
النفسي و قسم
الطب النفسي بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية و
هو من
الأشخاص الذين أستفيد منهم في دراستي و حياتي العملية[